ينبغي ألّا يقتل الأطفال في طابور الغذاء.. اليونيسف تدق ناقوس الخطر في غزة

ينبغي ألّا يقتل الأطفال في طابور الغذاء.. اليونيسف تدق ناقوس الخطر في غزة
آثار الدمار في غزة - أرشيف

حذر تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية للعمليات الإنسانية والإمداد في اليونيسف، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، داعيًا السلطات الإسرائيلية إلى مراجعة قواعد الاشتباك العسكرية لحماية المدنيين والأطفال، والسماح بدخول ما يصل إلى 500 شاحنة مساعدات يوميًا.

تحدث شيبان للصحفيين في نيويورك بعد عودته من زيارة ميدانية شملت غزة والضفة الغربية وإسرائيل، معبرًا عن شعوره العميق بالإلحاح والقلق البالغ مما شاهده على الأرض.

أرقام الوفيات في غزة مفزعة، ومنها: أكثر من 18,000 طفل قُتلوا منذ بداية الحرب، بمعدل 28 طفلًا يوميًا، وهو ما يعادل فصلًا دراسيًا كاملًا يُباد كل يوم، بحسب شيبان.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن علامات الجوع والصدمات النفسية تبدو بوضوح على وجوه الأطفال، مؤكّدًا أن أكثر من 320,000 طفل معرضون حاليًا لخطر سوء التغذية الحاد في القطاع.

مأساة في عيادة التغذية

روى شيبان تفاصيل لقائه بعائلات قُتل أطفالها خلال انتظارهم للحصول على مكملات غذائية، من بينهم أحمد (10 أعوام) الذي نجا، في حين فقد شقيقته سماح (13 عامًا) في غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تغذوية تدعمها اليونيسف في دير البلح.

قال شيبان: هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا كارثة طبيعية إنهم يتعرضون للتجويع والقصف والتهجير، كما تحدث عن زيارته لمركز لعلاج سوء التغذية في غزة حيث التقى برُضّع أجسادهم مجرد جلد وعظم وأمهاتهم يائسات وغير قادرات حتى على إرضاعهم بسبب الجوع.

استمرار قتل المدنيين 

بحسب تقرير لمكتب حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، يستمر قتل وقصف الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي وقفًا تكتيكيًا للقتال في بعض مناطق غزة.

في يومي 30 و31 يوليو فقط، قُتل 105 فلسطينيين وأُصيب ما لا يقل عن 680 آخرين خلال تجمعهم قرب قوافل المساعدات، ليصل إجمالي الضحايا منذ أواخر مايو إلى 1,373 قتيلًا.

وأوضح المكتب أن هؤلاء الضحايا ليسوا مجرد أرقام، ومعظمهم لم يشارك في أي أعمال عدائية.

واتهم مكتب حقوق الإنسان إسرائيل باستخدام التجويع سلاح حرب من خلال عرقلة وصول المساعدات، معتبرًا ذلك جريمة حرب، وإذا ارتُكب ضمن هجوم واسع النطاق فقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

كما شدّد المكتب الأممي على ضرورة فتح تحقيق عاجل ومستقل في عمليات القتل هذه، ومحاسبة المسؤولين، داعيًا الدول إلى استخدام الوسائل كافة لوقف الانتهاكات.

المساعدات الأممية لا تكفي

أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ما وصل من المساعدات بعد إعلان تسهيلات إسرائيلية لا يزال غير كافٍ، وأن القوافل تواجه أخطاراً وهجمات على طول الطرق المحددة لها.

وشدد المسؤولون الأمميون على ضرورة السماح بدخول الإمدادات التجارية إلى جانب المساعدات الإنسانية، لأن العمل الإغاثي وحده لا يمكن أن يلبي الاحتياجات الهائلة في غزة.

بدأ التصعيد الحالي في غزة عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023. وردّت إسرائيل بحملة عسكرية شاملة أدت إلى دمار واسع النطاق ونزوح جماعي.

يعيش أكثر من 2.3 مليون شخص في غزة تحت حصار خانق منذ سنوات، ومع الحرب الأخيرة تفاقمت الأوضاع لتصل إلى حافة المجاعة.

تتهم منظمات أممية إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات واستخدام التجويع سلاحاً، في حين تؤكد تل أبيب أن عملياتها العسكرية تستهدف حماس، وتقول إنها تبذل جهدًا لتقليل الضرر على المدنيين.

حتى اليوم، لا يبدو أن هناك أفقًا سياسيًا لإنهاء الحرب، في حين يدفع المدنيون الثمن الأكبر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية